أخبار الكلية

كلية التربية صبر بلحج .. تطورات و إنجازات حافلة في ظل أوضاع قاسية

كلية التربية صبر بلحج .. تطورات و إنجازات حافلة في ظل أوضاع قاسية

تقرير ياسر منصور_فؤاد داؤود/خاص

تشهد هذه الأيام كلية التربية ‘ صبر ‘ بمديرية تبن محافظة لحج استعدادات واسعة و تحضيرات مكثفة للإحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيس الكلية التي أنشئت في العشرين من ديسمبر من للعام ألف و تسعمائة و ثمانين في ظل أوضاع مأساوية صعبة من حيث البنية التحتية للكلية و االاحتياجات و المتطلبات الضرورية لسير العملية التعليمية و البحث العلمي ، و معاناة في جانب المخصصات و الموارد المالية التي تمكنها من فتح آفاق جديدة للنهوض بالكلية و إحداث تنمية بشرية خلاقة من مخرجات التعليم تخدم سوق العمل و تسهم بفاعلية في إنعاش الإقتصاد الوطني و الدفع به و بخطوات متقدمة إلى الأمام …. إلا إن هذه الظروف البالغة الصعوبة لم تثن عمادة الكلية و كادرها التعليمي عن السير و بخطوات ثابته للإرتقاء بمستوى الكلية و رفع وتيرة فاعليتها حتى غدت من الكليات المرموقة على مستوى الوطن و حققت نجاحات كبيرة حازت من خلالها على المراتب المتقدمة في عملياتها التنافسية مع بقية الكليات على مستوى المحافظة و الوطن بأكمله … فبعملهم المشترك و إرادتهم و عزيمتهم القوية و يقينهم و إيمانهم الصادق بالتغلب على الصعاب و بلوغ الغايات العظام استطاعوا أن يقهروا المستحيل و يحققون الهدف المرجو بكل جدارة و اقتدار ، و حق لهم أن يفاخروا بكليتهم و مخرجاتها التعليمية الذين تسامت مكانتهم و ذاع صيتهم في أرجاء المعمورة فبلغوا المواقع المرموقة و المراتب العالية …

و نظرآ للتطورات الملحوظة التي تشهدها كلية التربية صبر في مختلف المجالات و الأصعدة فقد استحقت بأن تكون و بلا منازع النواة الأولى لتأسيس جامعة لحج التي بدأت ملامحها تلوح في الأفق و ستظهر بإذن الله تعالى في القريب العاجل بحلتها القشيبة و وجهها المشرق البسام

أثناء تجوالنا في الكلية لمشاهدة عن قرب ما تشهده من أنشطة مختلفة في مختلف المناحي الأدبية و العلمية و الثقافية و الرياضية على طريق الإحتفائية الكبرى بالعيد الفضي للكلية في ذكراها الأربعين كان لنا شرف اللقاء بعميد الكلية البروفيسور محسن وهيب و قد أجرينا معه هذا الحوار الساخن الذي اضطلعنا من خلاله على الكثير من خفايا و أسرار كلية التربية صبر و التي أثلجت صدورنا و بعثت في دواخلنا أسمى معاني الغبطة و السرور لما سمعناه من سيادة عميد الكلية البروفيسور محسن وهيب و الذي استهل حديثه قائلآ: تطل علينا هذه الأيام الذكرى الأربعين لتأسيس الكلية و التي تم إنشائها في ال20 من ديسمبر 1980 م حيث بدأت عهدها بإجراءات أولية من حيث إعداد و تأهيل الكادر التعليمي بهدف تغطية الحاجة من المدرسين للتربية و التعليم و ذلك من خلال تأهيل كادرها التربوي التعليمي و من ثم فتح المجال لتأهيل أعداد هائلة من الأجيال لرفدها بالكادر المدرب و المؤهل تأهيلآ علميآ صحيحآ
و عن الوظائف المنوطة بالكلية و المتوجب عليها القيام بها أفاد البروفيسور محسن وهيب أن الكلية لها وظائف عديدة ، وظيفة بحثية علمية أكاديمية ، و وظيفة اجتماعية تعمل على خلق العلاقات و الروابط بينها و بين المجتمع ، كما تقدم خدمات لمؤسسات الدولة و بما يلبي حاجتها و حاجة السوق ….
و حول المراحل التي مرت بها كلية التربية صبر في مسيرتها الحياتية من عمرها التعليمي الأكاديمي أشار البروفيسور محسن وهيب أن الكلية و منذ تأسيسها قد مرت بمراحل متعددة منها مرحلة التأسيس و التي كانت فيها كلية التربية صبر جزء لا يتجزأ من كلية التربية عدن حيث كانوا يعتبرونها هي و كلية التربية زنجبار فرعآ من فروع كلية التربية عدن ، وكان العميد في الكلية بمثابة نائبآ للعميد يتبع عميد كلية التربية عدن و استمر هذا الأمر حتى عام 1995 م و التي انتقلت فيه كلية التربية صبر إلى المرحلة الثانية من مراحل تكوينها حيث حظيت بالاستقلال الذاتي و أصبحت تدير نفسها و لها كافة الإختصاصات و الصلاحيات و المخصصات أسوة بغيرها ككلية مستقلة متكاملة الأركان تشتمل على ثمانية أقسام و لها إدارتها المستقلة و المكونة من العميد و نائب العميد و من هنا بدأت مسيرة تطورها و التي بدأتها بمرحلة الدبلوم و في جميع التخصصات العلمية و حتى عام 1998 م و التي جاءت فيها مرحلة الفرز للعديد من الأقسام العلمية حيث كانت رياضيات و فيزياء فأصبحت كل مادة مستقلة بذاتها و كذا الكيمياء و الإحياء أصبحا قسمين منفصلين و بالنسبة للغة العربية قسم و علم النفس قسم ، و استمرت الكلية بهذه الوتيرة بأقسامها المستقلة في مساق الدبلوم للأعوام 2002/1998 م لتنتقل الكلية إلى مرحلة جديدة من مراحل تظورها و هي الرفع من مساق الدبلوم إلى البكلاريوس و توالت مراحل عملية التطور و النمو في الكلية و سارت مراحلها التعليمية و في مختلف التخصصات بخطوات ثابتة حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم حيث تحتوي الكلية على إثني عشر قسم للبكلاريوس و سبعة أقسام للماجستير و قسمين لبرمجة الحاسوب

و حول الصعوبات التي واجهتها الكلية منذ بداياتها قال البروفيسور محسن وهيب: لقد واجهت الكلية في بداياتها و لا سيما عند الترفيع إلى مساق البكلاريوس صعوبات كثيرة من أبرزها النقص في الكادر من حيث العدد و كذلك محدودي التأهيل العالي بعكس ما نحن عليه اليوم حيث تمتلك الكلية كادرآ مؤهلآ تأهيلآ علميآ عاليآ بعدد مائة و أربعة و ستين كادر منهم تسعة أساتذة و ثمانية عشر أستاذ مشارك و أربعة و أربعين أستاذ مساعد و البقية مدرسين و مساعدين في إطار الكلية …
و من حيث البنية التحتية للكلية و ما شهدته من تحسن مصاحبآ للتطور الذي تشهده الكلية في مجال الكادر و التحصيل العلمي و المخرجات المشهود لها بالتفوق و الكفاءة … أفاد البروفيسور محسن وهيب أن البنية التحتية للكلية و منذ بداية نشأتها و حتى اليوم لم يطرأ عليها أي تحسن أو تطور و لم تمتد إليها يد الترميم و التأهيل باستثناء قاعتين دراسيتين لا غير بعكس ما طرأ على بعض الكليات التي أنشئت حديثآ في عدد من المديريات و المحافظات من تطور و تحسن ملحوظ في بناها التحتية ما عدا كلية التربية صبر التي ظلت على حالتها الأولى دون أن يلتفت إليها أحد من الجانب الحكومي رغم ما بذلناه من جهود في سبيل ذلك و لأسباب و اعتبارات كثيرة ….

و بشأن العمل على تطور و تحسن البنية التحتية للكلية و ما قاموا به من دور لأجل ذلك قال عميد كلية التربية صبر البروفيسور محسن و هيب: لقد قمنا نحن في هذا الجانب و بجهود ذاتية و إمكاناتنا المحدودة بإعداد الدراسات و التصاميم و الرسومات و بشكل متكامل و أرسلناها إلى الكويت و كانت منظمة الهجرة الدولية قد أقرتها و وافقت عليها الكويت إلا أنه بعد ذلك تم تمييع هذا الموضوع و توقف عن مساره لأسباب مازلنا نجهلها و لم نعرف عنها شيئآ باعتبارها ناتجة عن تباينات كثيرة موجودة داخل الجامعة …
و أضاف محسن وهيب: كما أنني أود أن أشير هنا إلى أنه في عهد الأستاذ/ محمد عوض كانوا قد اعتمدوا كلية متكاملة للتربية بلحج و بدأوا بالمسح إلا أنه و للأسف الشديد بعد ثلاثة أيام من عملية المسح للأرض بالآليات تم رفع هذه الآليات و تحول المشروع إلى مكان آخر …
و أردف البروفيسور محسن وهيب و الحسرة تملأ قلبه و تعتصر جوارحه بالقول بعد أن أخذ نفسآ عميقآ : لحح هذه يا أخواني عليها غضب لا ندري ما هي أسبابه و دوافعه ، و لهذا علينا أن نتكاتف و نتآزر و نوحد كلمتنا حتى يكون لنا صوتآ مسموعآ له وزنه و اعتباره ليكون للحج مكانتها و أهمتيتها و تحظى بما تحظى به قريناتها ، فكلية التربية مثلآ نحن نعتبرها النواة الحقيقية لتأسيس جامعة لحج و لكن للأسف الشديد أنهم و كما يبدو لا يريدون جامعة لحج و لا أن تكون كلية التربية مثل نظيراتها من الكليات الأخرى … مؤكدآ أنه و برغم هذا كله فكلية التربية صبر تزخر بالعديد من الإنجازات بفضل صمود أعضائها و كوادرها و رؤساء الأقسام فيها وقيادتها ممثلة بالعميد و نواب العميد فهي تسير سيرآ طبيعيآ و بخطوات ثابتة إإلى الأمام على الرغم من إمكانياتها المحدودة و المعدومة ، مشيرآ إلى أن الكلية و منذ ست سنوات بدون أي موازنة تشغيلية و لم يعط لها أي اعتماد مالي و رغم هذا و ذاك الجامعة تأخذ 40% من دخل الطلاب في الكلية التي لا تساوي لنا شيئآ بحجم ما تحتاج إليه الكلية من احتياجات و متطلبات و صيانة دورية إلا أننا سنواصل السير رغم المعاناة و الظروف الصعبة في الكلية فأهم شيئ بالنسبة لنا في الوقت الحالي هو أن نحافظ على الجانب التربوي و الجانب الأكاديمي بقدر الإمكان و الحمد لله هذا نسير فيه بشكل طبيعي و ما فوق الطبيعي ، و كذلك كيف نحافظ على ما هو موجود و قائم و بقدر الإمكان حتى تنفرج الغمة …
و بشأن التحضيرات للإحتفاء بالذكرى الأريعين لتأسيس الكلية أوضح محسن وهيب بالقول: لقد بدأنا بالتفكير بالإحتفال بالعيد الفضي للكلية منذ شهر اكتوبر في العام الماضي حيث عملنا على إعداد نموذج بريشت حددنا من خلاله أهداف الكلية و رؤاها و وظائفها أيضآ ، و قمنا بوضع خطة زمنية و برنامج عملي للبدئ بالإحتفالات حددناها من شهر فبراير 2020 م و حتى 20 ديسمبر من نفس العام ، تخلل هذا البرنامج فعاليات متعددة أدبية و فنية و ثقافية و شعرية و معارض علمية أكاديمية و ندوات و ورش عمل و ندوة علمية نظرية آخر العام أي في شهر نوفمبر و هذا فيما يخص الكلية .. مشيرآ إلى أنهم قد قاموا بإشراك بعض الهيئات أيضآ مثل كلية الزراعة و كذا الصحة و المؤسسة الوطنية للإسمنت و ذلك من أجل تقديم الأبحاث العلمية و شرح دور و أهمية هذه المؤسسات في خدمة المجتمع … كما أننا قد ركزنا في ندواتنا و محاضراتنا على اختيار المواضيع التي تتواكب مع الوضع الحالي الذي تعيشه بلادنا بشكل عام و المحافظة بصورة خاصة في بعض الجوانب و ركزنا بصورة أكبر على البيئة باعتبار أن الوضع البيئي الذي نعيشه خطير جدآ ، و كذا محاضرة في مجال التربية و علم النفس تتناول كثير من الموضوعات المتعلقة بحياة المجتمع … و قال محسن وهيب: و في إطار هذه الفعاليات أشركنا كل الأساتذة في تشكيل اللجان ، لجنة إشرافية تحضيرية و لجنة تنظيمية أكاديمية و لجنة تعليمية أكاديمية و لجنة إعلامية ثقافية و لجنة الرياضة و الأنشطة و لجنة لإدارة الأنشطة و الفعاليات … و سنحرص بإذن الله على تنفيذ هذه الفعاليات بما أوتينا من جهد و طاقة رغم إمكاناتنا المحدودة

و في ختام حديثه توجه عميد كلية التربية صبر البروفيسور محسن وهيب بجزيل الشكر و التقدير لدولة الكويت الشقيقة و الذين قد رمموا للكلية أربعة مختبرات علمية للفيزياء و الكيمياء و الأحياء و زودوا الكلية ببعض الآلات و المعدات و الأجهزة التي كانت الكلية بحاجة ماسة إليها … و كذا مصنع إسمنت الوطنية ممثلآ بمديره العام و الذي أسهم مع الكلية بترميم أربع قاعات ، قاعتين للطلاب و قاعتين للحاسوب الآلي و عملوا على تجهيزها بكافة الاحتياجات حيث كان مدير مصنع الوطنية متابعآ لكل الأعمال بنفسه من بدئ الترميم و التجهيز و حتى يوم الإفتتاح فله كل التحية و الإحترام

أعمال دؤوبة و جهود تبذل و أنشطة مختلفة و تحصيل علمي رائد و إنجازات يشار إليها بالبنان رغم شحة الإمكانات و انعدامها يستحقون عليها الثناء و التقدير
https://smanews.org/news/178191