مشروعية الدفاع عن الحقوق
الإنتاج العملي؛ فكرياً كان أم ماديا، هو حق مكتسب لفاعله، في الدنيا والآخرة، وللإنسان أن يدافع عنه، كما يدافع عن ماله وعرضه، قد يتنازل الإنسان صاحب الخلق النبيل عن حقه، في سبيل توحيد صف جماعته، وعدم الدخول في فتنة، رغبة تضاعف اجره في الآخرة، وهذا من حقه، لكن دفاعه عن حقوقه العملية، فكرية أو مادية، حق مكفول له في الشرائع والقوانين، ولنقف مع قوله تعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون…” فكيف يرى المؤمنون عمل كل واحدٍ منا، إذا نسب عمله لغيره…
كما أن الإنسان المؤمن صاحب الخلق النبيل لا يرضى أن ينسب إليه عمل، هو لم يعمله، سواء أكان العمل فكرياً أم ماديا أو غير ذلك؛ فهو لا يحب أن يحمد بما لم يفعل، تماما كما يدافع عن حقوقه المالية والعملية: “اعدلوا هو أقرب للتقوى”…
احتفظ بعملك لك، في الدنيا، واقصد به وجه الله في الآخرة، لتحظى بالثواب العظيم من الخالق سبحانه وتعالى، ولا تعارض بين الأمرين، والقلوب لا يعلم ما فيها إلا علام الغيوب، فهناك من يتخذ من تشجيع نكران الذات لدى الآخرين طريقا لسرقة حقوق الناس الفكرية والاجتماعية، تحت مبررات واهية…
هناك آثار وروايات تؤكد ما سبق ذكره، منها: “هذا لك، فما لنا” (الصحابة الأنصار في بيعة العقبة)، “أدوا الذي عليكم، واسألوا الله الذي لكم” (الرسول يخاطب الأنصار) والمعنى أدوا ما يجب عليكم فعله، وطالبوا بما هو لكم عن طريق شرع الله والقضاء العادل…
الموضوع طويل، لكن أعتقد أن الصورة قد وضحت…
أسعدكم الله تعالى بالخير والبركات…
✒ د.أمين مهيوب شريان
7 يونيو 2020م