ثقافة

الشورى ومبادئ الإدارة في القرآن الكريم

لا أخفيكم سرا في أنني كثيرا ما أطلقت العنان لفكري في التمعن في السور الثلاث القرآنية الآتية: (الطلاق، الشورى، آل عمران)، فوجدت فيها أهم مبادئ الإدارة في الإسلام، وأهمها الشورى في اتخاذ القرارات:

الطلاق: “وائتمروا بينكم بمعروف” في سياق حل مشكلة إرضاع الطفل بين الأبوين المنفصلين، بحيث يأتمر كل واحد للآخر، بما يحقق مصلحة الولد الرضيع، والائتمار بين الناس في حل مشاكلهم العامة من باب أولى…

سورة الشورى: “وأمرهم شورى بينهم” ورغم توسط وصف المجتمع المسلم بالشورى بين إقامة الصلاة والإنفاق في سبيل الله، فقد سبقها ولحق بها صفات جليلة وعظيمة يلتزمها المجتمع المسلم ويتصف بها…

سورة آل عمران: “وشاوهم في الأمر” وقد سبق الأمر بالمشاورة وتبعها أوامر تمثل جوهر صفات القائد المسلم… والمشاورة والتشاور تأتي على رأسها…

إذا أمعنا النظر في هذه الآيات التي دلت على وجوب الشورى وأهميتها في القرآن الكريم؛ سنجد أنها ارتبطت بمواصفات أخلاقية عالية، أمر الله بها أو وصف بها ذلك المجتمع…

نحن بحاجة إلى أن نعيد قراءة هذه السور الثلاث خاصة، كي نلحظ أهم الطرق الواردة في القرآن الكريم؛ في تجاوز الصراعات والأزمات وتسوية الخلافات بين الأطراف المختلفة… ولندرك أهمية تطبيق الشورى والائتمار في حياتنا، مع تمثل بقية المبادئ الإدارية والقيادية والأخلاقية في الإسلام، وهو نظام متكامل لا يمكن تطبيق مبدأ وترك آخر، مثل الثقة بالله والعدل والتقوى والرجوع إلى الحق وإقامة الصلاة والشورى والإنفاق والتسامح والانتصار للحق والعفو عند المقدرة والصبر…، إضافة إلى سلوك القائد، المتمثل في الرحمة واللين وخفض الجناح والإشفاق وحب الخير للمرؤوسين والغفران والشورى والعزم والتوكل على الله….

هذه أهم مبادئ الإدارة والقيادة في الفكر الإسلامي، ولها شواهد كثيرة في كثير من السور القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، لا مجال لتفصيلها في هذه العجالة… مع ملاحظة أن كل سلوك يحقق العدل والخير والنفع والمصلحة العامة والخاصة، هو خلق أو مبدأ محمود يرغب فيه الإسلام ويدعو إليه ويحث على التزامه… وحيثما كانت المصلحة؛ فثَم شرع الله…

دمتم في امان الله وحفظه

✒ د.أمين مهيوب شريان
12 أبريل 2020م